May 08, 2025
كَيْفَ حَالُ قَلْبِك؟

يُقدَّر متوسط ​​وزن قلب الإنسان بثلاثمئة جرامٍ تقريباً، أما حجمه فقد يكون بِقَدرِ قبضةِ اليد.
أي انه بالكاد يُكَوِّنُ صفر فاصلة خمسة في المئة من كياننا البشري (0.5%).

عجباً، كيف لعضوٍ بهذا الصِغَر أن يُشْعِرنا أحياناً أنه اكثر ثقلٍ من جبلٍ في داخلنا...
وكيف لهذا القلب الذي وظيفته أن يَضخ الحياة في أجسادِنا، ان يبدوَ جافاً، فارغاً وبِلا حياةٍ مراتٍ كثيرة...


وكيف يكون هذا المُكَوِن الغريب، تارةً اقسى من الصوان وطَوراً اكثر هشاشة من الزجاج... 

آهٍ كيف أُداوي هذا القلب الصغير، وأين السبيل الى شفائه؟
كيف أُزيل تلك الأثقال عن كاهله... كيف أجمع شتات اشلائِهِ المبعثرة؟
ما الذي يَقدِرُ ان يملأَ فراغه، من يستطيع ان يرويه؟

هل تصارعت يوماً مع تلك الأسئلة وبدت لوهلةٍ وكأنها غَلَبَتْك؟
أُقَدِّرُ ما تشعر وما تشعرين به، فأنا ايضاً ولِسنين طويلة تألمتُ لألمِ قلبي، 
فحاولتُ أن أَجد شفائي في أشياء واماكن، ولم افلح..
وجرّبتُ أن أملأ فراغي بأشخاصٍ ومشاعرَ وهنا ايضاً لم أنجح..
وسَعَيتُ لتحقيقِ أمورٍ كثيرة لعلها تفي بالغرض..
إتكلتُ على حكمتي ومعرفتي واستخدمتُ كل ما قُدِّمَ لي من وسائل، والنتيجة كانت ألمٌ وموتٌٌ وفراغ وتبعثرٌ ويأس..
خيبةٌ تلوَ الأُخرى.

إلى أن أتى ذاك اليوم... 
ففي ذلك اليوم، مَرَّ بي ذاك الذي افتقد زكا العشار المنبوذ من ناسه وشعبه، فأَحبَهُ ورفعهُ، وردَ له قيمته، وضَمَّدَ جِراحَ قلبِه (لوقا 19).
في ذلك اليوم، اتاني ذاك الذي التقى المرأةَ السامريةَ وهي في ضعفها وهروبها وخيباتها وسقطاتها، مُروِياً عطشَ نفسها ومالئاً فراغ قلبها (يوحنا 4).
في ذلك اليوم، زارني ذاك الذي جاء إلى لعازر في قبره، فَرَدَّ النبض الى قلبه الممزق والمُتَحَلِّل بعدما كان الموت قد ابتلعه لأربعة ايام (يوحنا 11).

نعم، إلتقاني يسوع، وهو يتوقُ للقياك، يرغبُ أن يَفُكَ قيودك ويحملَ أثقالك، يشتاقُ لأن يسكب حبه العجيب في قلبك فيروي فراغ نفسك ويريحك وينعشك بِفَيْضِ سلامٍ وفرحٍ لم تدركهما في حياتك... يُمكِنُك ان تثقَ به، فَصانِعُ قلبك الصغير هو الوحيد الذي يقدِر أن يشفيه ويُشبِعه ويِحفظه ويحييه...

وإن رغبت ان تلقاه او تعرفه اكثر، من فضلك اكتب لنا على الخاص وسوفَ نتواصَل معك بأقربِ وقتٍ متاح..إسمه يســــوع.