الكتاب المقدس بين يدي وأقرأ فيه باستمرار كما أسمع العظات سواء في الكنيسة أو من خلال الانترنت. تصلني تأملات روحية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. يحيط بي عالم روحي مسيحي وأجد فيه رسائل روحية كثيرة معزية.
لكن عندما تأتي رسالة معينة تجدني لا أستطيع فهمها أو تطبيقها. وهي رسالة الغفران. فهي من أصعب ما يمكن فهمه وبالأكثر تنفيذه. كيف للسيد المسيح أن يغفر لصالبيه ومن أوصلوه لهذا المكان بينما هو يتعرض للأذى على الصليب؟ كيف والأذى مستمر استطاع ذلك؟ وهو يريدنا أن نفعل مثله.
كيف نستطيع أن نغفر لمن يؤذينا بينما الأذى لم ينتهي؟
يأتي إلى مخيلتي يوسف الصديق الذي تم إلقائه في سجن ليس أمل في النجاة منه بعد اتهامه ظلما بتهمة أخلاقية تركته وحيدا ملقى في جب مظلم. سُجن يوسف 12 عاما. لكنه في هذا السجن استمر أمينا لله حتى لو لم يكن يتوقع أن يخرج منه حيا.
جلست أتأمل في هذا الشخص الذي خدم كل من حوله مع أنه في سجن مع أخرين عدد كبير منهم يستحق أن يكون هناك لكنه مع أنه كان بريئا لم يفكر تفكيرا سلبيا في من ظلموه ولم يُصلي لكي يخرج حتى ينتقم ولم يُهلك أفكاره في تصورات الانتقام ممن تسببوا في ضياع شبابه في ذلك المكان البهيم. كيف لهذا الشخص أن يتفادى كل سلبيات حرمانه من كل شئ ويحيا بأمانة أمام الله مع أنه لم يوجد أمل في النجاة حتى أنه لم يصل حتى ليخرج من السجن، بل سلم مشيئته بالكامل لخالقه وعاش أمينا خادما لله ولمن حوله ولم يضن بمجهوده على أيا ممن كانوا معه؟
ليس لدي إجابة، بل الكثير من الأسئلة حول هذا الأمر. لكن إذا كان السيد المسيح وهو الاله نفسه لم ينتقم كيف لنا ونحن بشر أن نقدم على الانتقام من انسان اخر؟ أوليس التسليم لله أيسر؟ دعونا نرفع شكوانا وألمنا إلى الله الحي الذي لم ينتقم لنفسه حتى بعد أن قام من الأموات لكنه أظهر نفسه لأحبائه. فلنسلم ألمنا وانتقامنا للسيد الرب لأنه هو قال "لي الانتقام، أنا أجازي، يقول الرب" هو قادر أن يحمينا من أعدائنا ومن كل أذى طال حياتنا يعوضنا عنه ويحفظ إيماننا فيه.