April 03, 2025
أتشعرُ بأنَّك غير مُقَدَّر؟

أشَعَرت يوماً بأنَك غير مرئيٍ، او منسي، او غيرَ مُقدّرٍ مهما فعلت؟
لا شك انها مواقف مؤلمة وحتى جارِحة... 
ولَكِنْ، قبلَ ان تَجرفك تلكَ الذكريات، إسمح لي ان أُخبرك عنِ الرجلِ الذي لرُبما ظنَّ انَّه غير مرئيٍ ومنسي وغير مُقَدّر، ولكنه في يومٍ لم يتوقعهُ، نالَ مكافأة الملوك!

إنه مُرْدَخاي الجالسُ ببابِ الملك، حاجِبه الذي يُرَتِبُ له لقاءاته.
يُخبرنا سفر استير أن مُرْدَخاي عَلِم بمؤامرةِ خَصِيَّا الملكِ ضد حياة الملك أَحَشْويروشَ، فَأَخْبَرَ أَسْتِير الملكةَ، التي نقلت الخبر عن لسانه، فانكشفت المؤامرة وأُبطِلَت، ونجا الملِكُ من موتٍ مُحَتَم، فتمَّ صلبُ الخَصِيَّان، ومن ثم دُوِنَ ذَلِكَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّامِ...  

عادةً ما كان ملوك فارس يكافِئون هكذا الافعال بشكلٍ فوري، ولكن الملِك نَسِيَ مُرْدَخاي، وحتى الملكة التي كان مردخاي قريبها الذي قامَ بتربيتها وهو إحدى اسباب وصولها إلى المُلك، حتى هي، نَسِيَته ...

ومع ذلك، فإن مُرْدَخاي "المَنسيّ" ظلَّ اميناً للربِ طوال حياته...

ولكن مهلك، هذا ليس كل شيء! فإن الكتابَ يخبرنا بأنه وفي ليلةٍ لم يستطع الملك النومَ فيها، أَمَرَ بِأَن يُؤْتى بِسِفْرِ تَذْكَارِ أَخبَارِ ٱلْأَيامِ، فَقُرِئَتْ أَمَامَه، وتذكَّر ما عَمِلَهُ مُرْدَخاي له، وسأل: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لِأَجْلِ هَذَا؟» وفورَ علمه بأنه لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شيء، سُرَ بأن يكرمه! 
فأُلبِسَ مُرْدَخاي تاجَ المَلِك ولِبَاسه ٱلسُّلْطَانِيِّ وَأُركِبََ عَلَى ْفَرَسِ الملِك، والمنادون يهتفون قُدَّامَهُ فِي سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ: "هَكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ».  وهذا ايضاً ليس كل شيء! فالله استخدمه لاحقاً مع المَلِكَة ليكونا سبباً في خلاص شعبه!

صديقي، صديقتي، ربما مرت خمسُ سنواتٍ ما بين فَضْحِ مُرْدَخاي للمؤامرة وبين إكرامِه. ولكنَّ الله القدير، الذي لمْ يَتُم ذِكْرُه ولو مَرة واحدة في سفرِ استير، كانَ يعملُ بِلا انقطاعٍ حتى في ليلةٍ لم يستطعْ الملكُ النوم فيها!

تشجع إذاً، فالله لن ينساك ابداً! هو يرى أمانَتك ويعملُ في التفاصيلِ وفي الخفاء، وفي طريقته وتوقيتِه سوفَ يُكرمك...
ولو احتَجت لِمَن يسمَعك او يُصلّي لأجلِك، نرجو ان تُراسِلنا على الخاص وسوفَ نتواصَل معك بأقربِ وقتٍ ممكن.