كان ذلك اليوم، يوماً غيرَ عادياً بالنسبة لمجد، فالحماس والفرح ملأ البيت بينما كان يركض هو وأخوه الصغير ممسكين بخريطة الكنز التي أعدتها لهما والدتهما... فهما كانا يبحثان عن كنزٍ مخفي، وكانا ينتقلان من مكان لآخر في المنزل، باحثين عن أوراق ومفاتيح تقودهما خطوة بخطوة وترشدهما نحو مكان الكنز … وكم كانت فرحتهما كبيرة عندما تمكنا من العثور على الكنز الذي اخفته لهما والدتهما، والذي كان عبارة عن لعبة كانا قد طلباها منها في وقت سابق …
في حياتنا صديقي وصديقتي، هناك العديد من المراحل... فنحن ننهي عام ونبدأ عام... ننهي مرحلة دراسية لننتقل إلى مرحلة دراسية أعلى أو لنبدأ بحثنا عن عمل... وقد ننهي أحيانا عملنا في مكان ما لنبدأ عملا آخر... وقد ننتهي من مرحلة العزوبية لنبدأ حياة جديدة مع شريك الحياة الذي قد اختاره قلبنا... وفي كل مرحلة قد نتسائل ماذا يخبئ لنا الزمان؟ كما وقد يمتلئ القلب بأشواق متنوعة وطلبات يتوق بأن تتحقق... وفي وسط كل هذا، نجد أنفسنا بحاجة ماسة لمَن يرعانا، مَن يرشدنا ومن يقود خطانا...
وهنا، نجد رب المجد... ملك الملوك ورب الأرباب... نجده معنا ، حاضر بحبه، ممتلئا بعطفه نحونا، مهما كان حالنا...كما ونجده قريباً منّا يقبلنا بضعفاتنا ويسمع طلباتنا، ويأخذنا معه في مغامرة ورحلة حياة ممتلئة بالمفاجآت والوعود والإرشادات... فتارة نجده يقول لنا : " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر " متى 28 : 20 ، وتارة أُخرى نجده يقول لنا: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ." مزمور 32 : 8 ، ونجده أيضا يقول: " لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ." إشعياء 41 : 13... وهو أيضاً يسمع طلباتنا، ويعمل لخيرنا صانعاً أكثر جدا مما نطلب او حتى نفتكر…
صديقي... صديقتي... يا تُرى ماذا يخبئه لنا الزمن؟ قد لا نكون على دراية صديقي وصديقتي بما هو آتٍ من احداث في حياتنا، لكننا لنا الضمان في شخص ملك الملكوت ورب الأرباب راعي نفوسنا الصالح ، الصادق والأمين... واليوم، لنأتي إليه، بثقة البنين، ولنلقي رجائنا بالكامل عليه في كل زمان ومكان، رافعين أشواق قلوبنا وطلباتنا إليه، وواثقين بحبه ورعايته وقيادته لنا بالخير والمراحم، في أجمل رحلة ومغامرة في هذه الحياة يتوجها حضوره ومحبته الغير محدودة، والتي تعد أعظم وأروع واثمن كنز لنا على الاطلاق...