January 09, 2025
تتميز قصة الميلاد بطاعة جميع أفرادها للمشيئة الإلهية طاعة مستمرة وغير مشروطة

تتميز قصة الميلاد بطاعة جميع أفرادها للمشيئة الإلهية طاعة مستمرة وغير مشروطة. فهناك مريم العذراء التي أطاعت وقبلت دونما اعتراض أو تفكير في ذاتها وما قد يحدث لها من مجتمعها قائلة: هوذا أنا امة الرب ليكن لي كقولك. 

 

 

 

و في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل اليها الملاك و قال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه  ويملك على بيت يعقوب إلى الابد ولا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا. 

 

 فأجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله و هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله فقالت مريم هوذا أنا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك. 

أما القديس يوسف النجار فلم يعترض على أي مما طلبه منه الله أن يعمله بالرغم من غرابته وبالرغم مما سيسببه له من احراج وعدم ارتياح إلا أنه أظهر طاعة كاملة بدون تململ أو تأخر أو تأجيل.  

 

 

اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس فيوسف رجلها إذ كان بارا و لم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرا ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب و اخذ امراته. 

بعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي وامه و اهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه فقام واخذ الصبي وامه ليلا و انصرف إلى مصر ... فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا قم و خذ الصبي و امه و اذهب إلى ارض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام واخذ الصبي و امه وجاء إلى ارض إسرائيل ولكن لما سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس ابيه خاف ان يذهب إلى هناك وإذ اوحي إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل. 

 

فلنصل ولنطلب إلى الله في هذه السنة أن تمتلئ قلوبنا بالطاعة الحقيقية لله والخضوع لمشيئته وخططته التي قد تبدو لنا غريبة وأحيانا غير منطقية وغير مريحة ولا يستسيغها من حولنا، بل وقد يعترضون عليها ويستغربونها. لكن كل من أطاع الله في قصة الميلاد كان له النصيب الأكبر من البركة والفرح ومشاهدة معجزات وعجائب واحدة تلو الأخرى أما من لم يطع مثل هيرودس الملك فلم يكسب سوى الحسرة والفشل عندما أمر بقتل أطفال بيت لحم وفشلت خطته في أن تصل للطفل المبارك يسوع المسيح.