الفرح هو رغبة قلب كلإنسان فنحن نسعى إلى الوصول للشعور بالفرح من خلال إشباع عواطفنا يوميًا عن طريق قضاء وقت مع العائلة، أوالطعام، أوالتسوق، أوالهوايات، وما إلى ذلك حتى نشعر بأننا سعداء وراضون في الحياة. ننفق الكثير من المال والوقت لمحاولة تحقيق الشعور بالفرح من خلال تلك الأهداف ولكن في النهاية، نكتشف أنها لم تستطع أن تسد الفجوة التي نشعر بها في قلوبنا ولا يستمر الشعور بالفرح كثيرا بل يتبخر في وقت قصير مع انتهاء ما نفعله أيا ما كان.
وكما نقرأ مزمور 37: 4 "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك"، نرى أن الفرح الحقيقي يأتي في الرب. عندما نرغب فيه أكثر في حياتنا، سنرى، يومًا بعد يوم، أننا نمتلئ بالرضا الذي كنا نرغب فيه بشدة لفترة طويلة. كل ما اشتهيناه ولم يكن في الرب، سيتضاءل في قلوبنا.
الفرح في الرب ليس له مدة صلاحية بل هي حالة دائما يسير ويحيا فيها الانسان وليست مرتبطة بأفعال أو أقوال أو ظروف. في السلام وفي الحرب يطلب منا الرب أن نثق فيها ونفرح به. ليس من السهل أن يصل الانسان لهذه الحالة لأن الانسان محدود لكن الله غير محدود لذلك يطلب منا أن نتكل عليه كلية ونترك له الكل حتى أنفسنا لأنه يعلم ويعمل الصالح لنا. من هنا فقط ومن خلال اتكالنا الكلي عليه ورؤيتنا ليده تعمل في حياتنا نستطيع أن نمتلئ بالفرح الذي يشهد من خلال حياتنا عن المسيح وعمله الخلاصي لنا.
وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نحمد إلهنا لأنه مصدر الفرح الحقيقي. تقول رسالة فيلبي 4: 4 "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَإِنْ كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ". وأقول مرة أخرى: افرحوا». عندما كتب الرسول هذه الكلمات، لم يكن جالسًا على عرش كبير مريح، بل كان في حياة مليئة بالاضطهاد والموت والألم. ولذلك فإن قضايا الحياة ومشاكلها ليست بأي حال من الأحوال سبباً لعدم الشعور بفرح الرب. الفرح ليس مجرد شعور، بل هو حالة قلبية يمكن أن تكون ملموسة فقط عندما نبتهج في الرب.