إِنْجِيلُ يُوحَنَّا - الأصحاح ١
الْكَلِمَة والشَّاهِد
أولاً. يوحنا: الإنجيل الرابعأ ) إنجيل يوحنا هو الجزء الرابع مما يسميه البعض بالإنجيل الرباعي الذي يعرض أربعة وجهات نظر مختلفة عن حياة يسوع الناصري. فَهِم الكُتاب المسيحيون الأوائل مثل أوريجانوس (١٨٥-٢٥٤م) أنه لا توجد أربعة أناجيل بل إنجيلٌ واحد رباعي الجوانب.١. كان إنجيل يوحنا على الأرجح آخر إنجيل كُتب من الأناجيل الأربعة وقد كتبه يوحنا في ضوء ما قاله الثلاثة الأوائل مما جعل رواية يوحنا عن حياة يسوع تختلف بطرق شتى عن متى ومرقس ولوقا.٢. ذكر كل من متى ومرقس ولوقا أحداثاً بارزة عن خدمة يسوع ولكن يوحنا لم يذكرها البتة، بما في ذلك:- ولادة يسوع
- معمودية يسوع
- تجربة يسوع في البرية
- طرد يسوع للأرواح الشريرة
- تعليم يسوع بأمثال
- العشاء الأخير
- المعاناة في جثسيماني
- الصعود
- بيّن متى أن يسوع جاء من نسل إبراهيم عن طريق داود وقدمه كالمسيا المنتظر بحسب نبوات الأنبياء في العهد القديم (يوحنا ١:١-١٧).
- أظهر مرقس أن يسوع جاء من بلدة الناصرة وقدمه كالخادم (مرقس ٩:١).
- أظهر لوقا أن يسوع جاء من نسل آدم وقدمه كالإنسان الكامل (لوقا ٢٣:٣-٣٨).
- أظهر يوحنا أن يسوع جاء من السماء وقدمه كالإله المتجسد.
- أبو يوحنا كان اسمه زَبْدِي.
- كانت أمه سالُومَة التي ذهبت إلى القبر في الصباح الذي اكتشف فيه يعقوب شقيق يوحنا قيامة يسوع.
- كان بطرس شريكه في الصيد.
- لُقِبَّ مع أخاه يعقوب: ’ٱبْنَيِ ٱلرَّعْدِ.‘
- يشرح يوحنا أن ٱلْكَلِمَةُ لم يكن ٱلْبَدْءِ فقط بل بداية ٱلْبَدْء. فهو فِي ٱلْبَدْءِ قبل وجود أي شيء.
- كَانَ ٱلْكَلِمَةُ: "هل كان للكلمة بداية؟ قال يوحنا: ’كلا... لأنه إن تمكنا من العودة لأية بداية فسنجد الكلمة حاضراً‘ وسندرك في الحال أن يوحنا في الرؤيا كان يشير إلى الله الأزلي." ترينش (Trench)
- "قُدِم هذا الوصف كي ندرك في الحال أنه تاريخ مستمر ينبع من تاريخ غير مُقاس ومن هوية الشخص الذي يتمحور حوله هذا التاريخ." دودز (Dods)
- غالباً ما يشير معلمو اليهود إلى الله (خاصة عند الحديث عن شخصه) مستخدمين تعبير ’الكلمة.‘ على سبيل المثال: غيرت الإضافات العبرية القديمة للعهد القديم الآية في سفر الخروج ١٧:١٩ (وَأَخْرَجَ مُوسَى ٱلشَّعْبَ مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ لِمُلَاقَاةِ ٱللهِ) لتصبح "وَأَخْرَجَ مُوسَى ٱلشَّعْبَ مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ لِمُلَاقَاةِ كلمة ٱللهِ." فحسب التفكير اليهودي القديم يجوز استخدام العبارة " كلمة الله" بدلاً من الله.
- رأى الفلاسفة اليونانيين أن اللوغوس هو القوة التي تعطي للعالم معنى وتجعله منظماً وبعيداً عن الفوضى وتسيره بشكل مثالي وتحافظ عليه ليبقى هكذا. فاللوغوس هو "المنطق الأسمى" الذي يتحكم في كل شيء. (دودز وموريس وباركلي وبروس وآخرون).
- خاطب يوحنا في هذه المقدمة كل من اليهود واليونانيين على حد سواء وقال: "لعدة قرون وأنتم تتحدثون وتفكرون وتكتبون عن ٱلْكَلِمَةُ (لوغوس) والآن سأخبرك من يكون." استخدم يوحنا معرفة اليهود واليونانيين وشرح لهم عن يسوع بمفردات يفهمونها.
- "استخدم يوحنا مصطلحاً شائعاً يعرفه الجميع ويحمل أكثر من معنى واعتمد على أن الجميع سيفهمون قصده." مورس (Morris)
- "أخذ يوحنا هذه الكلمة التي كانت متداولة على نطاق واسع وتساعد المفكرين في جهودهم لفهم علاقة الله بالعالم واستخدمها ليعلن عن الشخص الذي سيكشف عن حقيقة الله الأزلي الذي يتعذر فهمه." دودز (Dods)
- ثمة ’كائن‘ يُسمى ٱلْكَلِمَة.
- هذا ’الكائن‘ هو الله لأنه أزلي (فِي ٱلْبَدْءِ).
- هذا ’الكائن‘ هو الله لأنه يُدعى صراحة كذلك (وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ).
- وفي نفس الوقت لا يشمل هذا ’الكائن‘ الله بكل ما فيه فالله الآب هو أقنوم مستقل عن ٱلْكَلِمَةُ (وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ).
- إذاً الآب والابن (يُسمى الابن هنا ٱلْكَلِمَةُ) هما إله واحد متساوٍ ولكن بسمات متميزة لكل أقنوم. فالآب ليس هو الابن والابن ليس هو الآب. ومع ذلك، فالآب والابن والروح القدس معاً هم الإله الواحد المثلث الأقانيم.
- وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ: "يفترض حرف الجر ضمناً وجود علاقة بينهما لكن شخصياتهما منفصلة. وكما أشار يوحنا فم الذهب: ’ليس في الله ولكن عند الله (كشخص مع شخص آخر) منذ الأزل.‘" دودز (Dods)
- وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ: "هذه هي الصيغة الصحيحة للجملة وليس ’كان الله الكلمة‘ وهو المطلوب في اللغة اليونانية." آلفورد (Alford)
- "قال لوثر إن عبارة ’كان الكلمة الله‘ كانت موجهة مباشرة ضد أريوس وعبارة ’الكلمة كان عند الله‘ كانت موجهة مباشرة ضد سابيليوس." دودز (Dods)
- وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ: "كل ما يمكن قوله عن الله الآب يمكن أن يقال عن الله الابن. فكنوز الحكمة والمجد والسلطان والمحبة والقداسة والعدل والصلاح والحق عن الآب السماوي تكمن في يسوع المسيح. ففي يسوع يصبح الآب السماوي معروفاً." بويس (Boice)
- دفاع شهود يهوه الوحيد على ترجمتهم ليوحنا ١:١-٢ هو عدم وجود أداة تعريف (ال) قبل كلمة ’الله‘ المذكورة في المرة الثانية (مكتوب ’إله‘ وليس ’الله‘). وللرد على هذه الحجة باستخدام قواعد اللغة اليونانية والترجمة نفسها يمكننا القول أن كلمة ’الله‘ دون أداة التعريف ذكرت أكثر من مرة في العهد الجديد. فإن كان شهود يهوه صادقين وثابتين في تفاسيرهم فعليهم أن يستخدموا نفس القاعدة ويترجموا كلمة ’الله‘ إلى ’إله‘ في كل مرة تظهر فيها دون أداة التعريف ولكن يبدو أن هذه القاعدة النحوية لا تستخدم إلا لدعم معتقداتهم. فقد ترجم شهود يهوه الآيات في متى ٩:٥ و٢٤:٦ ولوقا ٣٥:١ و٧٥:١ ويوحنا ٦:١ و١٢:١-١٣ و١٨ ورومية ٧:١، ١٧ بنفس الطريقة وباستخدام نفس القاعدة النحوية في اللغة اليونانية ولكنهم لم يستبدلوا كلمة ’الله‘ بـ’إله‘ إلا عندما توافق الأمر مع غاياتهم.
- اقتبس شهود يهوه في كتابهم بعنوان (الملكوت بين السطور) من باحثين معروفين في اللغة اليونانية لدعم معتقداتهم وليثبتوا أن ترجمتهم للنص كانت صحيحة. ولكن شهود يهوه في الواقع أساءوا الاقتباس من هؤلاء الكاتبين مما دفع أحدهما وهو الدكتور مانتي (Mantey) للمطالبة بإزالة اسمه من الكتاب. استخدم شهود يهوه جوهانسن جريبر (Johannes Greber) وهو علّامة آخر في كتابهم الشهير بعنوان (الكلمة: من هو؟ حسب إنجيل يوحنا)، ولكن جوهانسن في الواقع كان شخصاً يؤمن بالسحر والشعوذة ولم يكن باحثاً في الكتب المقدسة اليونانية.
- لا يعترف علماء اللغة أو الحضارة اليونانية بترجمة شهود يهوه للآيات في يوحنا ١:١-٢.
- "يا لها من ترجمة مضللة! فترجمة يوحنا ١:١ إلى ’الكلمة كانت إلهاً‘ ليست ترجمة علمية ولا حتى معقولة. وحسب معرفتي لم يترجم أحد من الباحثين في العالم من ترجمة هذه الآية كما فعل شهود يهوه." د. جوليوس مانتي ( Julius R. Mantey)
- "يبالغ هواة القواعد الآريوسيين في قضية عدم ورود أداة التعريف من أمام الكلمة ’الله‘ في العبارة: "وكان الكلمة الله." فعدم ذكرها أمرٌ شائع مع الأسماء التي تكون خبراً في الجملة. الترجمة ’إلهاً‘ ترجمة لا يمكن الدفاع عنها." بروس ( F.F. Bruce)
- "أستطيع أن أؤكد لكم أن ترجمة الآية في يوحنا ١:١ حسب شهود يهوه لا يؤيدها أي عالم يوناني مرموق." شارلز فينبرغ ( Charles L. Feinberg)
- "يثبت شهود يهوه جهلهم بالمبادئ الأساسية لقواعد اللغة اليونانية في ترجمتهم الركيكة ليوحنا ١:١." بول كوفمن ( Paul L. Kaufman)
- "تظهر هذه الترجمة تشويش هذه الطائفة الواضح والمتعمد للحق. فترجمة الآية في يوحنا ١:١ ’كان الكلمة إلهاً‘ مستحيلة لغوياً. تظهر هذه الترجمة بوضوح تام عدم أمانة هذه الطائفة من الناحية الفكرية." وليم باركلي ( William Barclay)
- "نقرأ في سفر التكوين ١:١ أن الله خلق كل شيء وتقول الآية في يوحنا ٣:١ أن يسوع خلق كل شيء وبأن نفس الروح المعصوم عن الخطأ تكلم من خلال موسى والرسل؛ وبناءً على هذا فإن يسوع والآب واحد." كلارك (Clarke)
- "الكلمة هو تلك القوة التي خلقت الحياة وحافظت عليها." دودز (Dods)
- وبالتالي وبدون يسوع نحن أموات ونعيش في ظلمة وفي ضياع. فالإنسان يعاني بشكل ملحوظ من خوف فطري من الموت والظلمة.
- لَمْ تُدْرِكْهُ: "ليس من السهل ترجمة الفعل اليوناني هنا. فالكلمة تحمل فكرة تمسك الشخص بشيء ما إلى أن يمتلكه وقد يعني ’تغلغل الفكرة بالرأس‘ وثم ’السيطرة على الشخص.‘ فالفعل الذي نناقشه هنا يعني ’الغلبة‘ وهو معنى نادر للغاية ولكنه المعنى المقصود هنا." موريس (Morris)
- "في الخلق الأول ’َكانَ َعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ‘ (تكوين ٢:١) إلى أن قالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» وهكذا ساهمت الخليقة الجديدة بإبعاد الظلمة الروحية من خلال النور الذي يشع في الكلمة." بروس (Bruce)
- "لم تقدم شهادة يوحنا مجرد تأريخ للأحداث لكنها كانت تهدف لإظهار العمى الروحي لكل من رفض المسيح." دودز (Dods)
- لَمْ يَكُنْ هُوَ ٱلنُّورَ: "ربما وجه يوحنا هذا الكلام إلى الطائفة التي عاشت زمنه والتي حافظت على تعاليم يوحنا المعمدان ولم تعرف أن المسيح أتم العمل بالكامل على الصليب (أعمال الرسل ٢٤:١٨-٢٥، ١:١٩-٧). تيني (Tenney)
- "رغم أن يوحنا عُرف باسم ’يوحنا المعمدان‘ إلا أن الإشارات للمعمودية في هذا الإنجيل كانت مجرد شيء ثانوي، لكن الإشارات لشهادته عن المسيح كانت متكررة." موريس (Morris)
- "’الشهادة‘ أمر مهم لإنها تثبت الحق وتقدم لنا أساساً للإيمان. لكنها أكثر من ذلك بكثير إذ أنها تلزم الشاهد بشهادته. فعندما يقف الشخص على منصة الشهود ليقدم شهادة صادقة، فهو لم يعد شخصاً محايداً بل صار ملتزماً بشهادته. يخبرنا يوحنا الحبيب أن هناك أشخاص يشبهون يوحنا المعمدان كرسوا أنفسهم بالكامل للشهادة عن يسوع المسيح." موريس (Morris)
- إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ: "قد نترجم هذه الكلمات هكذا: ’عاد إلى بيته.‘ وهي نفس الكلمات التي قالها الرب يسوع وهو على الصليب للتلميذ الحبيب: «هُوَذَا أُمُّكَ» وَمِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ أَخَذَهَا ٱلتِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ (يوحنا ٢٧:١٩، ٣٢:١٦). فعندما جاء الكلمة إلى هذا العالم لم يأتِ كشخص غريب أجنبي بل جاء إلى بيته وإلى خاصته." موريس (Morris)
- "قيل أن كلمة ’خاصته‘ وردت بمعنى أنهم ’لم يعرفوه‘ ولهذا لم يقبلوه. ولكن نرى في مثل الكرامين الأشرار أن الرب يسوع قدمهم كقتلة للوريث وأنهم قتلوه لا عن جهل لكن لأنهم عرفوا من يكون." دودز (Dods)
- "لم يعرف هذا العالم الصغير المسيح لأن الله أخفاه كابنٍ لنجار. فمجده كان مخفياً في ذاته وملكوته لم يكن ظاهراً للعيان." تراب (Trapp)
- "ليست نهاية القصة هي مأساة الرفض بل نعمة القبول." موريس (Morris)
- وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ: فكرة "قبول المسيح" صحيحة كتابياً. فعلينا قبوله والتمسك به. فجملة وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ ما هي إلا طريقة أخرى للقول: ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ. "يعني الإيمان هنا ’قبول‘ يسوع. وكأنك تضع كأساً فارغاً تحت ينبوع يجري؛ ومثل اليد المحتاجة التي تمتد لتأخذ عطايا سماوية." سبيرجن (Spurgeon)
- أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللهِ: "الكلمة أَوْلَادَ (tekna) هنا توازي الكلمة الاسكتلندية ’المولودين حديثاً‘ وتركز على أصل المولود وتستخدم كمصطلح للتعبير عن المحبة الأبوية (٣١:١٥). فالمؤمنون هم أبناء الله الصغار بالولادة." تيني (Tenney)
- لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللهِ: يذكرنا يوحنا بطبيعة هذه الولادة. فالذين قبلوه هم مولودون من الله وليس بفضل مجهود بشري أو أي إنجازات.
- تُحدث هذه الولادة الجديدة تغييراً جذرياً في الحياة. "يشبه الإنسان الساعة التي تم تركيب نابض جديد بداخلها وليس مجرد تصليح عقاربها الخارجية، وهذا التغيير أدى إلى أداء أفضل في الوقت وحتى في النغمة؛ إذ كانت الساعة لا تعمل بشكل سليم في السابق أما الآن فأصبحت تعمل بالشكل الصحيح لأن الداخل قد تجدد." سبيرجن (Spurgeon)
- "الكلمة صار جسداً... تعبير مألوف جداً في الحق الإلهي، أي أن الكلمة اتخذ صورة الجسد الذي يتكون منه الإنسان. ولا بد أن بساطة هذا التعبير كانت موجهة ضد بدعة الدوسيتية التي كانت منتشرة أيام الرسول والتي كانت تقول أن الكلمة اتخذ الطبيعة البشرية فقط دون الجسد." آلفورد (Alford)
- لم يعتبر اليونان الله شيئاً عظيماً لهذا كتب لهم يوحنا: وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً. فبالنسبة لليونانيين القدماء مثل زوس وهيرمس كانت الآلهة مجرد رجال يتمتعون بقوى خارقة وليسوا موازين للوغوس ومنطقه، لذلك قال يوحنا للمفكرين اليونان: "اللوغوس الذي تعرفونه والذي خلق ونظم هذا الكون صَارَ جَسَداً."
- أما اليهود فكانوا يعتبرون الله شيئاً عظيماً لهذا كتب لهم يوحنا: وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا. فقد كان من الصعب على قدماء اليهود قبول فكرة أن الله العظيم الذي كشف عنه العهد القديم يمكن أن يتخذ شكل إنسان، لهذا قال يوحنا للمفكرين اليهود: "كلمة الله صَارَ جَسَداً."
- اقترب الله منك في يسوع المسيح فليس عليك أن تجاهد بعد الآن في البحث عنه لأنه جاء إليك. من الشائع أن يذهب بعض الناس من مكان لآخر بحثاً عن الله ولكنهم سرعان ما يتركون ذلك المكان حال اقتراب الله منهم.
- "دخل المسيح إلى الوجود في بُعدٍ جديد من خلال الولادة البشرية وسكن بين الناس." تيني (Tenney)
- "قال أغسطينوس أنه قرأ ودرس أقوال الفلاسفة الوثنيين العظماء قبل إيمانه وقرأ أشياء كثيرة أخرى ولكنه لم يقرأ أبداً بأن الكلمة صار جسداً." باركلي (Barclay)
- "تعني حَلَّ بَيْنَنَا (أو خَيَّمَ بيننا) أن الإله الذي بلا عيب أو دنس اتخذ الطبيعة البشرية واتخذ جسد العذراء مقاماً أو منزلاً أو هيكلاً يسكن فيه. والكلمة على الأرجح فيها إشارة لسكنى الشكينة الإلهية في هيكل اليهود." كلارك (Clarke)
- "يشير الفعل هنا إلى شخص ينصب خيمة" موريس (Morris). "فكر يوحنا بخيمة الإجتماع في البرية عندما نصب يهوه خيمة الاجتماع وسط خيام شعبه." دودز (Dods)
- كانت خيمة الإجتماع تمثل أموراً كثيرة بالنسبة لشعب الله مثل يسوع بالنسبة لنا اليوم:
- المركز لمخيم شعب إسرائيل
- المكان الذي يحفظ فيه ناموس موسى
- مكان سكنى الله
- مكان الوحي
- مكان تقديم الذبائح
- مركز عبادة شعب إسرائيل
- "إن كان الله قد حَلَّ بين الناس من خلال الكلمة الذي صار جسداً فدعونا ننصب خيامنا حول هذه الخيمة المركزية ودعونا ألا نسمح لأنفسنا أن نعيش كما لو أن الله بعيدٌ عنا." سبيرجن (Spurgeon)
- "تعني الشكينة إقامة مسكن وهي نفس الكلمة التي تشير لحضور لله الواضح بين الناس." باركلي (Barclay)
- كلمة رَأَيْنَا لا تأتي بالمعنى العادي هنا وكأن يوحنا يريد أن يقول إنه درس مع التلاميذ الآخرين مجد الكلمة الذي صار جسداً بعناية.
- "استخدم يوحنا (كما في العهد الجديد كله) الفعل "رأينا" بنفس الطريقة دائماً وليشير إلى رؤية الشيء بالعين المجردة ولم يستخدمها ليشير إلى الأحلام والرؤى. تحدث يوحنا عن المجد الذي رآه متجسداً في يسوع الناصري." موريس (Morris)
- "لاحظ يا عزيزي أن كل هذه الصفات هي في ملئها لدى ربنا. فالله "مملوءاً نعمةً" ومن يستطيع أن يحقق ذلك؟ وهكذا فإن نعمة الله غير المحدودة محفوظة في شخص يسوع المسيح." سبيرجن (Spurgeon)
- "على هذين المفهومين معاً "الله المملوء نعمةً وحقاً" أن يشغلا عقولنا ويوجها حياتنا، وليس أحدهما دون الآخر. لهذا لا يمكن التنازل عن مقياس الحق البسيط والصارم في ملكوته ومن المستحيل تغيير مسار النعمة وشغفها." مورغان (Morgan)
- "كان تقدم العمر في العصور القديمة يعني الأولوية وكان الرجال متواضعين في ذلك الجيل ويعتقدون حقاً أن آبائهم كانوا أكثر حكمة منهم وهذا أمر لا ينطبق على جيلنا الحالي." موريس (Morris)
- "تعني الآية نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ حرفياً ’نِعْمَةً بدلاً من نِعْمَةٍ.‘ ويبدو أن يوحنا أراد أن يشدد على فكرة النعمة. وربما قصد أيضاً أن أي نقص للنعمة الإلهية (إذا جاز التعبير) يتم استبداله بجزء آخر. فنعمة الله لشعبه مستمرة ولا تنفد أبداً... نعمة لا تعرف أي انقطاع ولا حدود." موريس (Morris)
- أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا: "نرى هنا كما هو الحال في كتابات بولس كيف فصل المسيح بين قانون موسى باعتباره محور الوحي الإلهي وبين أسلوب وطريقة الحياة." بروس (Bruce)
- "إن الاسم ’الله‘ (ثيون) لا يوجد قبله أداة التعريف في النص اليوناني مما يعني أن الكاتب يقدم الله في طبيعته أكثر منه كشخص. ’ألوهية Deity‘ قد تكون ترجمة أكثر دقة والمعنى أنه لا يوجد إنسان قد رأى جوهر الألوهية." تيني (Tenney)
- "رؤية الله هنا ليس مجرد رؤيته بالعين المجردة (بالرغم من أن هذا صحيح بحسب الآيات في سفر الخروج ٢٠:٣٣ وفي تيموثاوس الأولى ١٦:٦) لكنها هنا تعني رؤيته من خلال معرفتنا البديهية عنه وبهذه الطريقة فقط سنتمكن من الإعلان عن طبيعته وإرادته." آلفورد (Alford)
- وعلق آلفورد على الآية ’ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلْآبِ‘: "يشير هذا التعبير (ويؤيد ذلك يوحنا فم الذهب) إلى الحميمية والوحدة في الجوهر وهي فكرة مستمدة من العلاقة الحميمة والوحدة بين الأبناء والأهل.
- ٱلْيَهُودُ: "هنا ولأول مرة نرى مصطلح ’اليهود‘ في هذا الإنجيل ولكنه لا يستخدم للدلالة على الشعب بأكمله بل ليشير إلى مجموعة معينة هي المؤسسة الدينية في أورشليم." بروس (Bruce)
- "رغم أن والدا الرجل الذي ولد أعمى كانا من الأمة اليهودية لكنهما كانا يخافان من ’اليَهُودِ‘ (يوحنا ٢٢:٩). موريس (Morris)
- "لم يرفض يوحنا المعمدان هذا الإدعاء فحسب بل قدم معه تلميحاً معيناً. ففي اللغة اليونانية يختلف معنى كلمة ’أنا‘ بحسب موقعها في الجملة، وبناءً على ذلك كأنه يقول: "إِنِّي لَسْتُ ’أَنَا هو‘ ٱلْمَسِيحَ... يا ليتكم عرفتم أنه ههنا." باركلي (Barclay)
- فَٱعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ: "وبكل إخلاصٍ وحزم تخلى عن هذا الشرف وغسل يديه بالكامل منه عالماً خطورة الإساءة إلى الله الغيور." تراب (Trapp)
- كان من المهم بالنسبة لكاتب إنجيل يوحنا أن يوضح لقرائه أن يوحنا المعمدان لم يدع لنفسه أكثر مما كان. "تخبرنا إقرارات كلمنتين (Clementine Recognitions) أنه وحتى أواخر العام ٢٥٠م كان بعض من تلاميذ يوحنا المعمدان يقولون أنه المسيا." باركلي (Barclay)
- كان يوحنا حريصاً على ألا يقول عن نفسه أنه إيليا. ومع ذلك أشار يسوع بطريقة أو بأخرى إلى أن يوحنا كان يخدم بنفس مكانة وروح إيليا.
- "خدمة يوحنا الحقيقية لم تكن تعليم الأخلاق للناس إنما توجيهم نحو يسوع. فالآية ’أَقِيمُوا طَرِيقاً مُسْتَقِيماً لإِلَهِنَا‘ هي دعوة للاستعداد لمجيء المسيا القريب." موريس (Morris)
- أراد القادة اليهود معرفة حقيقة يوحنا ولكنه لم يكن مهتماً بالإجابة على هذا السؤال وأراد فقط الحديث عن مهمته وهي إعداد الطريق للمسيح.
- "كانت معموديته مميزة على ما يبدو لأنه هو شخصياً عمد الناس وهذا يختلف عن المعمودية التقليدية للمهتدين إلى الدين اليهودي (معمودية الدخلاء) التي كانت تمارس ذاتياً." بروس (Bruce)
- مارس الشعب اليهودي المعمودية زمن يوحنا كجزء من طقوس الاغتسال والتطهير ولكن هذه الممارسة كانت مخصصة للأمم الذين يريدون الإنضمام لليهودية. فحينما يمارس اليهودي معمودية يوحنا فإنه يتحد مع المتهودين الأمم وكانت هذه علامة على التوبة الحقيقية.
- "ليس مستبعداً أن يتبع يوحنا نفس نمط معمودية الدخلاء التي تتطلب التخلي عن كل الشر والانغماس الكامل في الماء ومن ثم ارتداء الملابس التي تليق بالشركة المقدسة لحافظي الشريعة." تيني (Tenney)
- "الأمر الجديد والأصعب في معمودية يوحنا هو أنه استخدم مع اليهود نفس الطقس الذي كان يُستخدم مع أبناء الأمم القادمين حديثاً للإيمان ... ووضع اليهودي على نفس المستوى مع الأممي أمر مرعب للغاية." موريس (Morris)
- كانت العلاقة بين مُعلمي الدين اليهود وتلاميذهم علاقة المعلم بالطالب التي قد تنطوي على بعض الإساءة أو الاستغلال. فقد كان من الممكن أن يطلب المعلم خدمات غير معقولة من تلاميذه، ومن ضمنها أن يطلب المعلم من تلميذه أن يحل سيور حذائه، لكننا نرى يوحنا هنا يقول أنه ليس مستحقاً حتى أن يفعل ذلك.
- "قال أحد المعلمين اليهود: ’على العبد أن يخدم سيده على أكمل وجه باستثناء حلّ سيور الحذاء.‘" بروس (Bruce)
- هَذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ: "حدث اللقاء فِي قرية بَيْتَ عَنْيا التي تقع على الضفة الشرقية من نهر الأردن في منطقة سميت زمن أوريجانوس بَيْتِ عَبْرَةَ وهي نفس المنطقة التي مر منها تابوت العهد وأمة إسرائيل زمن يشوع (يشوع ١٤:٣-١٧)." ترينش (Trench)
- "ربما مضت عدة أسابيع منذ أن عمد يوحنا يسوع؛ فقد قضى يسوع بعض الوقت في البرية ولكنه يعود الآن ويوحنا يوجه الجماهير إليه." بروس (Bruce)
- "يجب أن نفهم الآية ٢٩ على أنها حدثت بعد المعمودية وبعد التجربة في البرية. ليس من الصعب افتراض هذا." آلفورد (Alford)
- لم يقدم يوحنا يسوع كقدوة في الأخلاق أو كمعلم عن القداسة والمحبة بل قدمه كالذبيحة عن الخطية. فلم يقل "هوذا المثل العظيم" أو "هوذا المعلم العظيم" - بل قال: هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!
- "استخدم يوحنا كلمة "الحَمَل" كرمز للتضحية بشكل عام. وقال إن كل تضحية حيوانية هي عبارة عن رمز." دودز (Dods)
- هُوَذَا! قال يوحنا هذا عندما نَظَرَ يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ. ولأنه كان يعظهم رأى يوحنا يسوع أولاً ثم وجه نظر الجموع إليه.
- حَمَلُ ٱللهِ: استخدم يوحنا صورة الحمل الذبيح الذي تحدث عنه العهد القديم عدة مرات. فيسوع هو التحقيق الكامل لهذه الصورة أينما وردت:
- هو الحمل المذبوح قبل تأسيس العالم.
- هو الحيوان المذبوح في جنة عَدْن ليغطي عري أول الخطاة.
- هو الحمل الذي سيقدمه الله لإبراهيم بدلاً عن إِسحاق.
- هو خروف الفصح لإسرائيل.
- هو ذبيحة الإثم في ذبائح اللاويين.
- هو الشاه التي تساق للذبح في إشعياء.
- كل من هذه الحملان تممت غرض تقديمها كذبيحة في إعلان أن يسوع سيموت كذبيحة ليرفع خَطِيَّةَ ٱلْعَالَم.
- ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ: المعنى في اللغة الأصلية يجمع الكلمتين ’يحمل‘ و’يرفع.‘ فقد حمل يسوع الخطية على نفسه ورفعها (وأزالها). "ينقل الفعل "يرفع" فكرة: "أن يحمل أو يزيل." موريس (Morris)
- "لا يقول يوحنا "خطايا العالم" كما تقول بعض الترجمات غير الدقيقة ولكنه قال: "خطية العالم." وكأن خطية العالم بأكمله وضعت معاً في حزمة سوداء رهيبة ووضعت على كتفيه القوية ليزيلها ويرفعها بعيداً." ماكلارين (Maclaren)
- خَطِيَّةَ: ليس خطايا بل خَطِيَّةَ واحدة، وكأن ذنوب البشرية كلها جمعت ووضعت على يسوع. "بعد فترة سيتمكن الإنجيلي حينما ينظر إلى الوراء أن يفهم تماماً ما قصده المعمدان." ترينش (Trench)
- ٱلْعَالَمِ: كانت تضحية حَمَلُ ٱللهِ قادرة على مغفرة كل خطية وأن تطهر كل خاطئ في كل ٱلْعَالَمِ. "سيقدم نفسه كالذبيحة الكفارية ليس من أجل خطايا شعبه فحسب بل من أجل كل بذرة للخطية في نسل آدم والعالم والمرتدين في جنة عدن أيضاً. فهذا كان حجم وعمق رؤية المعمدان." ترينش (Trench)
- يَأْتِي بَعْدِي: "نرى أن المصطلح اليوناني أنير aner‘ المذكور هنا يركز على الذكورة - وهو معنى لا تشمله كلمة Anthropos ذات المعنى الشمولي. وقد استخدم هذا المصطلح ليعلن عن رياسة المسيح على أتباعه كالعلاقة بين الرجل والمرأة." تيني (Tenney)
- ٱلَّذِي تَرَى ٱلرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ: كانت العلامة التي أعطاها الله ليوحنا المعمدان ليتعرف على هوية المسيا هي نزول الرُّوحِ ٱلْقُدُسِ من السماء والاستقرار عليه. ولأن الله أعطى هذا الدليل ليوحنا المعمدان كانت شهادته موثوقاً بها.
- "لم يحصل يسوع في المعمودية على شيء لم يملكه من قبل، فما رآه المعمدان في ذلك اليوم كان مجرد رمز ملموس لما حدث مسبقاً في الخفاء عندما تكون يسوع في الرحم." ترينش (Trench)
- "إذا كان التطهير بالماء مرتبطاً بخدمة يوحنا فعطية الروح كانت مدخرة لمن هو أعظم من يوحنا." بروس (Bruce)
- يشدد إنجيل يوحنا على دور يوحنا الشاهد وليس المُعمِّد. فالشهود يدلون بشهاداتهم بشأن ما شاهدوه واختبروه لترسيخ الحقيقة وكل ما هو بخلاف ذلك لا يمكن الوثوق به لأنه يعتمد على الأقاويل لا على الدليل المباشر.
- "كان يوحنا متأكداً تماماً أن يسوع هو ٱبْنُ ٱللهِ. وابن الله هنا جاءت بنفس المعنى في العقيدة المسيحية التي تقول إن الإنسان يسوع هو أيضاً الابن الأبدي للآب الأبدي والمساوي له." ترينش (Trench)
- لا يمكن للشهود أن يكونوا محايدين لأنهم ملتزمون بقول الحقيقة وإلا لأصبحوا شهود زور. كان يوحنا شاهداً موثوقاً به وعرف جيداً من يكون يسوع لأنه رأى بأم عينيه.
- "لا نعرف من كان التلميذ الآخر ولكن دعونا نفكر فيما يلي: أولاً. من المستحيل أن يذكر كاتب الإنجيل نفسه في إنجيله، ثانياً. كانت الرواية دقيقة للغاية وحملت بصمات شاهد العيان من عدة نواحي حتى أن ساعات اليوم كانت محددة، ثالثاً. كان يمكن تسمية التلميذ الآخر بناءً على النقطة السابقة ولكن هذا لم يحدث لأسباب خاصة ولهذا نستنتج أنه كان كاتب الإنجيل نفسه." آلفورد (Alford)
- فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ: "كلمة ’نَظَرَ‘ في اللغة الأصلية تعني أنهما ثبتا نظرهما باهتمام عليه." كلارك (Clarke). "أن يلقي المرء نظرة فاحصة على أحدهم." موريس (Morris)
- مَاذَا تَطْلُبَانِ؟: "لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون الكلمات الأولى التي نطق بها السيد بصفته المسيا هي هذا السؤال الهام ’مَاذَا تَطْلُبَانِ؟‘ فهو السؤال الذي يطرحه علينا جميعاً اليوم." ماكلارين (Maclaren)
- "حثهم على معرفة دافعهم الحقيقي أهو حب الفضول أم رغبة حقيقية لمعرفته." تيني (Tenney)
- لم يرجعهم يسوع إلى يوحنا المعمدان على الرغم من معرفته الكثير عن يسوع. فإن أرادوا أن يصبحوا تلاميذاً ليسوع عليهم أن يتعاملوا مع يسوع مباشرة. لهذا دعا يسوع يوحنا وأندراوس ليكونا جزءً من حياته. لم يعش يسوع حياة منعزلة وخاصة جداً بل قام بتعليم وتدريب تلاميذه الاثني عشر من خلال السماح لهم بالعيش معه.
- هذه هي الطريقة التي آمن بها معظم الناس بيسوع المسيح عبر الزمان. شخص كأندراوس يُعرّف شخصاً آخر كبطرس على يسوع. وهذا أمر طبيعي لأن هذا ما يحدث بصورة تلقائية عندما يصبح المرء مؤمناً ويريد أن ينقل اختباره للآخرين لكي يتمتعوا بنفس هذه التجربة الرائعة.
- "بحث أندراوس أولاً عن شقيقه سمعان مما يعني أن التلميذ الثاني بحث عن أخيه أيضاً وحين وجده أحضره إلى نفس المكان وفي نفس اليوم." ترينش (Trench)
- "استخدم الفعل "اتبع" هنا بمعناه الكامل أي بمعنى "اتبعني كتلميذ" ويشير الفعل المضارع إلى الاستمرارية أي "استمر في التبعية." موريس (Morris)
- "تقع بَيْتِ صَيْدَا على بُعد مسافة قصيرة شرق النقطة التي يصب فيها نهر الأردن في بحيرة الجليل." بروس (Bruce)
- "يُعرف نَثَنَائِيل اليوم ببَرْثُولَمَاوُسُ وهو واحد من التلاميذ. قد يكون نَثَنَائِيلَ اسمه الأول وبَرْثُولَمَاوُسُ (ابن ثولماي) هو اسم الأب أو اسم العائلة." ترينش (Trench)
- غِشَّ: "استخدم المؤلفون اليونانيون القدامى هذه الكلمة باعتبارها ’طُّعْم‘ (لصيد الأسماك) ومع الوقت أصبحت للدلالة على أي وسيلة تستخدم للغش أو للاحتيال بحرفية. وقد استخدمت هذه الكلمة في الكتاب المقدس لتصف يعقوب قبل أن يتغير قلبه (سفر التكوين ٣٥:٢٧) وهي النقطة التي يوضحها تفسير تيمبل (Temple): "هَذا إسْرائِيلِيٌّ أصِيلٌ لا يَعقُوب فِيْهِ!" موريس (Morris)
- "هذا إسرائيلي أصيل وهو النوع الذي أعلن عنه كاتب المزمور بأنه ’الرجل المبارك‘ حينما قال: طُوبَى لِرَجُلٍ لَا يَحْسِبُ لَهُ ٱلرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلَا فِي رُوحِهِ غِشٌّ مزمور ٢:٣٢)." تاسكر (Tasker)
- "يقال عن المعلم هسا (Rabbi Hasa) في تدوينات بيريشيث Bereshith (في البدء بالعبرية) أنه اعتاد وتلاميذه الدراسة تحت شجرة التين." ترينش (Trench)
- "لا توجد طريقة للتأكد من أنه كان المكان الذي جلس فيه نَثَنَائِيل للتأمل ولسماع صوت الله. ولكن من المؤكد أن ظل هذه التينة جعلها مناسبة للجلوس تحتها خاصة أيام الصيف الحارة." بروس (Bruce)
- "نرى هنا مرة أخرى أهمية أداة التعريف في عبارة (ٱبْنُ ٱللهِ). وهذا يشير إلى أن التعبير المستخدم يجب فهمه كمحتوى كامل وليس كوصف محدود. فنحن بصدد شخص لا يمكننا وصفه بالتعابير البشرية التقليدية." موريس (Morris)
- ما زال الوعد سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا مستمراً للمؤمن اليوم. "هل اختبرت يسوع الكلمة؟ لكنه ليس الكلمة فقط، فهو روح وحياة أيضاً. هل صار جسداً؟ سوف تراه في مجده الذي كان له قبل تأسيس العالم. هل عرفته كالبداية وقبل كل شيء؟ هو أيضاً النهاية. هل تقابلت مع يوحنا المعمدان؟ سوف تتقابل مع شخص أعظم منه بكثير. هل اختبرت المعمودية بالماء؟ سوف تختبر المعمودية بالنار. هل رأيت حمل الله معلقاً على الصليب؟ سوف تراه وسط العرش في السماء." ماير (Meyer)
- ربما كان إعلان يسوع بأن مَلَائِكَةَ ٱللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ مرتبطاً بحلم يعقوب في سفر التكوين ١٢:٢٨ حينما رَأى سُلَّماً قائِمَةً عَلَى الأرْضِ وَقِمَّتُها تَصِلُ السَّماءَ وَمَلائِكَةُ اللهِ تَصعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيها. قال يسوع أنه السُلَّم (حلقة الوصل) الذي يربط بين السماء والأرض. وعندما يدرك نَثَنَائِيل أن يسوع هو الوسيط بين الله والإنسان سيرى أنها آية أعظم (سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا).
- "عرف الآن أن يسوع هو السلم الحقيقي الذي سيسد الفجوة بين الأرض والسماء." تاسكر (Tasker)
- يبدو أن هذه كانت إشارة غامضة بعض الشيء ولكنها كانت ذات مغزى كبير بالنسبة لنَثَنَائِيل. ومن المحتمل أن هذا كان المقطع الكتابي الذي كان نَثَنَائِيل يتأمله وهو يجلس تَحْتَ ٱلتِّينَةِ.
- استخدم يسوع لقب ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ كثيراً لأنه كان لقباً محصوراً بيسوع المسيح في زمنه ولأنه كان بعيداً عن أي إشارات سياسية أو قومية. فعندما كان اليهودي يسمع لقب "الملك" أو "المسيا" كان يفكر على الفور بالمخلص السياسي أو العسكري. لهذا شدد يسوع على مصطلح آخر وكان يُلقب نفسه ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ في أغلب الأحيان.
- "يوجه المصطلح ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ أنظارنا نحو مفهوم المسيح عن نفسه فهو من أصل سماوي وصاحب مجدٍ سماوي. كما ويوجه أنظارنا نحو تواضعه وآلامه بدلاً عن الإنسان. ولا يمكن فصل الأمرين لأنهم واحد." موريس (Morris)
- يُظهر هذا الجزء من إنجيل يوحنا أربع طرق للمجيء إلى يسوع:
- جاء أَنْدَرَاوُس إلى يسوع بسبب تعليم يوحنا المعمدان.
- جاء بُطْرُس إلى يسوع بسبب شهادة أخوه.
- جاء فِيلُبُّس إلى يسوع نتيجة للدعوة المباشرة من يسوع.
- جاء نَثَنَائِيلَ إلى يسوع عندما تغلب على تعصبه الشخصي حينما تقابل شخصياً مع يسوع.
- يُظهر هذا الجزء أربع شهود مختلفين يشهدون على هوية يسوع. هل هناك حاجة لمزيد من الشهود؟
- شهد يُوحَنَّا المعمدان بأن يسوع أزلي وممسوح بمسحة خاصة من الروح القدس وأنه حمل الله وٱبْنُ ٱللهِ الوحيد.
- شهد أَنْدَرَاوُس بأن يسوع هو الْمَسِيَّا أَيِ الْمَسِيح.
- شهد فِيلُبُّس بأن يسوع هو من تنبأت عنه الكتب المقدسة (العهد القديم).
- شهد نَثَنَائِيلَ بأن يسوع ٱبْنُ ٱللهِ ومَلِكُ إِسْرَائِيل.